مفهوم القدرة على التعلم:
إذا كانت البيداغوجيا المدرسية
قائمة أساسا على منطق التعلم ، فإن ما تقصده هو تنمية القدرة على التعلم الذاتي
لدى الأفراد ، أي القدرة على التفاعل مع مع مختلف الوضعيات التي يمكن التواجد فيها
باستيعاب مكوناتها و فهمها و التكيف معها مع ما يتطلبه هذا التكيف من تغيير للذات
و تغيير مكونات البيئة ذاتها. و إذا كانت هذه التغييرات في كثير من الأحيان بطيئة
و غير قابلة للملاحظة ، فإن الأفعال والإنجازات التي يقوم بها الفرد يمكن أن تكون
موضوع ملاحظة ومعاينة وقياس ، و تقييم وليست البرامج البيداغوجية المعمول بها إلا
أدوات و أجهزة مؤسسية أولى لوضع المتعلم في وضعيات يكتشف فيها عمليات التعلم
الذاتي. غير أن اكتشاف هذه العمليات يرتبط أيضا بعامل سيكولوجي هو إحساس المتعلم
ذاته بنقص يخص المواقف أو السلوكات أو المهارات ينبغي تجاوزه .وكل فعل بيداغوجي
يجب أن ينطلق من تحسيس المتعلم بهذا النقص لأجل تحفيزه ودفعه لمزيد من التعلم. فبالرغم
من تغير البرامج و المناهج ، تبقى الغاية هي إكساب المتعلم القدرة على التكوين الذاتي
.
و مهما كان شكل التعلم و التكوين ( مؤسسيا أو ذاتيا) ، فإنه يتطلب من
المتعلم معرفة ذاتية ( وهذا يعني تطوير كفاية ذاتية) بطرق التعلم و مساراته التي
سيجتازها أو سيعيشها . فالوعي بوضعيات التعلم جزء من تجارب و عمليات التعلم ذاته [1].