مفهوم التعلم Apprentissage:
تم تناول هذا المفهوم من زوايا متعددة: سيكولوجية ، سوسيولوجية ، بيداغوجية وأيضا معرفية. ورغم لوجود بعض الاختلافات على مستو تحديد المفهوم ، إلاأنها جميعها تلتقي في الإقرار بأن التعلم هو إكتساب معلومة أو مهارة أو منهجية تسمح للمتعلم بتوجيهه نحو المعرفة ، إذ يتعلق الأمر بإكتساب سلوكات جديدة يمكن إعادة إنتاجها عندما تقتضي الضرورة لذلك ، ويلاحظ" أندري جيوردان" بهذا الصدد بأن التعلم هو فعل فردي يسمح للشخص بإعادة لتفكير في ما يقوم به أو يفكر فيه . لذلك فإنه النشاط الخاص للمتعلم ، كنشاط وجداني و معرفي ، يوجد في قلب العملية المعرفية .فالمتعلم يؤدي إلى التفكير بطريقة مغايرة ، حيث يتحدد هدف المتعلم في بلورة تفسيرات يوجه من خلالها أفعاله و قراراته [1].
وعلى هذا الأساس سيكون التعلم بمثابة تنمية لقدراتنا على بلوغ الأهداف التي رسمناها لأنفسنا ، وهو الأمر الذي يقتضي وضع استراتيجية خاصة بالتعلم يمكن أن نمفصلها مع " فيليب ميريو" عبر الإجراءات التالية وهي: تحديد الأدوات المستعملة و الخطوات التي سيتم اتباعها و درجة الاعتماد على المسير أو الوسيط لتسهيل عملية التعلم و مدى اندماج الذات بالمحيط الاجتماعي و الوجداني و تدبير الوقت" [2].
هكذا يعتبر التعلم Apprentissage فاعلا Acteur بخصوص تعلمه ، و يعتبر مؤلفا Auteur لما يتعلم ، وهي الفكرة التي تناسب قول شهيرة لألفين توفلرA . Toffler مفادها أن الأمي في المستقبل لن يكون هو من يجهل القراءة ، بل هو من لم يتعلم كيف يتعلم [3] .و بذلك يقترن التعلم بمبادارة من الذات و فعاليتها و الأهداف التي رسمتها لنفسها و هذا ما يمكن أن نسميه بالبعد الذاتي ضمن كل تعلم ، إذ لا أحد يمكنه التعلم و اكتساب المهارات بدلنا .