لقد خضع تدريس الفلسفة بالتعليم الثانوي بالمغرب ، إلى عدة تغييرات طالت نيته و أهدافه المسطرة ، وذلك تبعا لتغير المقاربات البيداغوجية المعتمدة في هذا الدرس و التوجيهات التي توجه مساره في التعليم الثانوي.لكن أهم ما يميز هذه المرحلة( مرحلة الثانوي) بالرغم من اختلاف المقررات و البرامج التوجيهية ، إلا أن هاته المرحلة تعد نقلة نوعية بالنسبة للتلميذ ، في تطوره الشخصي و الدراسي .حيث تهدف هاته النقلة إلى تحقيق الأهداف التالية:
- الإسهام في منحه وعيا مطابق لواقعه المعيشي و الوطني و القومي.
- إعداده لمواجهة الحياة العملية ، أي تهيئته للاندماج الاجتماعي.
- إعداده لمواجهة الحياة العملية أي تهيئته للإندماج الاجتماعي و الثقافي ، و المهني في الوسط الذي ينتمي إليه.
- تأهيله علميا و فكريا لمواصلة دراسته حسب قدراته ورغباته من جهة ، و حسب أسبقيات و أهداف المجتمع من جهة ثانية .
النماذج التوجيهية و بالخصوص: برامج سنة 1990-1991 ، ثم برامج 1996 ، وأخير برامج التوجيهات 2007 المعتمد حاليا كتتويج للبرامج السابقة.
حيث يمكننا تقسيم هذا التحقيب التاريخي الذي عمدنا إلى التطرق إليه ، بالاعتماد على بعض البرامج و الأبحاث المختصة في هذا المجال. إلى أربع محطات رئيسية كبرى ، نجمل أهم مساهمتها في مايلي :
· مرحلة ماقبل رواج وتداول التأليف المدرسي ، أي السابقة على سنة 1966 ، حيث صدر أول مقرر رسمي في الفلسفة بالنسبة للأقسام المعربة في مستوى الباكلوريا ، والتي تم إحداثها في مستهل الستينات و معلوم أن المادة كانت تدرس في الأقسام الأخرى من المستوى نفسه باللغة الفرنسية. غير أن المقررات المتداولة أنذاك في المغرب لم تكن سوى إستنساخ للنموذج الفرنسي و التي تستلهم في توجهها العام ، مقرر فكتور كوزان Victor cousin. و قد كان هذا الوضع التبعي أحد رواسب السياسة الاستعمارية الفرنسية ، التي حاولت إخضاع النظام التعليمي بالمغرب لتوجهاتها السياسية و الاجتماعية و السياسية.....
- مرحلة بداية التفلسف المدرسي : و قد تم تدشين هاته المرحلة بكتاب "محمد عابد الجابري و جماعته " : دروس في الفلسفة لطلاب الباكلوريا ، وبالرغم من هذا المؤلف فقد شكل في هاته المرحلة نقلة نوعية في تاريخ تدريس الفلسفة بالمغرب إذ وضع أمام الأساتذة و التلاميذ و لأول مرة أداة عملية و مادة أولية على مستوى الممارسة التعليمية ، غير أنه ظل مجرد نسخة من المقرر الفرنسي .
- المذاهب الفلسفية مركزا على إبراز العلاقة الجدلية ، بين الفكر و الواقع كإشكال محوري ينظم المقرر كله " .كذلك تميزت هاته المرحلة حسب "مصطفى محسن" : تحولا على مستوى المضمون المعرفي و البيداغوجي لتدريس الفلسفة ، على المجال الثقافي و التربوي ، بل حتى الاجتماعي أيضا.
- مرحلة أواخر السبعينات: التي اتسمت بظهور مقرر جديد "الفكر الإسلامي و الفلسفة" بدل "الفلسفة و الفكر الإسلامي" وذلك بهدف:
- تهميش الفلسفة عبر دمجها مع الفكر الإسلامي ، و تعزيز هذا التهميش بإجراء بيداغوجي –إداري يتمثل في إعطاء سؤال ثابت في الفكر الإسلامي لإمتحان الباكلوريا.
-
و منه ستعرف مقاربتنا للدرس الفلسفي عبر مساره التاريخي في ما سيأتي تأطيرا زمنيا ، يتعلق بأهم البرامج و التوجيهات الرسمية المعتمدة :
o البرامج و التوجيهات التربوية الخاصة بتدريس الفكر الإسلامي و الفلسفة بالتعليم الثانوي لسنة 1991.
o منهاج مادة الفلسفة و الفكر الإسلامي بالتعليم الثانوي 1996.
التوجيهات التربوية و البرامج الخاصة بتدريس مادة الفلسفة بسلك التعليم الثانوي التأهيلي 2007. -