الخميس، 11 يونيو 2020

أهمية الكتاب المدرسي .

للكتاب  المدرسي  عدة وظائف نستخلصها من التعاريف السابقة.و أول وظيفة هو أنه أداة تعلم وتكوين ، و يمكن أن يؤدي مجموعة من الوظائف تتغير حسب المادة ، و مستعملي الكتاب ، و قد قلنا في البداية على أن الكتاب  المدرسي  وسيط بين المدرس و المتعلم.فالمستعمل هو الذي يحدد وظائفه ، فبالنسبة للمتعلم يعتبر منوال التعلم و محتوى المعرفة و مرجع أساس بالنسبة له. في ما يخص المتعلم يعتبر الدليل المرجعي له ، حيث يسمح بتسيير أفضل لدروسه و بالتالي الأداء الجيد لمهمته بما يقترح عليه من نماذج و طرق للعمل تعين المتعلم على دمج مكتسباته ، كما يجعل الكتاب  المدرسي  المتعلم مستقل ذاتيا عن المدرس ، و يبقى المدرس فقط يلعب دور المرشد.سنحاول تبيان طبيعة العلاقة القائمة بين:المتعلم – الكتاب  المدرسي  ، و المدرس-الكتاب  المدرسي .

إن علاقة الكتاب  المدرسي  بالمدرس ، ثاني قطب في العملية التعلمية ، و(ثاني في المثلث البيداغوجي) .و الحال أن التكوين البيداغوجي للمدرس يلعب دورا كبير في إنجاح استعمال الكتاب  المدرسي  من جهة  وفي بنائه من جهة ثانية.

يمكن للمدرس من أن ينطلق في ممارسته من منطلق الفاعل لا المتلقي للكتاب فقط ، فالمدرس له هاجس الحرية في إستعمال كل الوسائل الديداكتيكية و توظيفها في درسه.و ذلك باللجوء إلى مصادر أخرى للمعلومات و الوثائق و الاعتماد على وسائل تعليمية أخرى.فالمدرس يمتلك دائما إمكانيات التأثير على الكتاب  المدرسي  ، فهو بمقدوره الاستعانة بحوامل ديداكتيكية أخرى ، إن كان يرى بأن التي موجودة في الكتاب  المدرسي  لا تخدم درسه بشكل فعال
  • علاقة الكتاب  المدرسي  بالمتعلم.

ثالث هذه الإشكالات البيداغوجية يتعلق بالمتعلم باعتباره أيضا أحد أقطاب العملية-التعلمية ، وقد طرح "سبرينغ" هذا الإشكال عبر صيغتين متكاملتين:

الأولى : تمس استثمار مؤلفي الكتاب  المدرسي  الخبرات السابقة المعرفية و المهارية :كيف يمكن- الكتاب  المدرسي  – داخل مستوى معين من المستويات التدريس أن يوظف مختلف الخبرات التي اكتسبها المتعلم في مراحل أو مستويات تعلمه السابقة ؟ و كيف يمكن للتأليف  المدرسي  ألا يكرر صياغة العديد من المعارف التي سبق للمتعلم أن اكتسبها في سنوات سابقة ؟  . و هذا يزيد في تعقيد مهام المؤلف  المدرسي  ، فهو مطالب بالبحث عن المعارف الملائمة و كذلك صياغات مختلفة لأهداف التعلم المهارية  و البحث عن صيغ

ديداكتيكية ، يقوم بترجمتها إجرائيا داخل الكتاب  المدرسي .

فالكتاب المدرسي المقدم لمستوى معين من المستويات الدراسية يجب أن يراعي خصوصيات المتعلمين و المستوى بمختلف الشعب .

على سبيل المثال نجد بأن مادة الفلسفة داخل التعليم الثانوي التأهيلي بالنسبة لمختلف الشعب العلمية و الأدبية و الجذوع المشتركة ، كتب مدرسية متباينة و مختلفة ، لها طابع الغنى و التنوع على جميع المستويات ( الكم و الكيف) ، فالكتاب  المدرسي  بالنسبة للمتعلم يعتبر النواة الأساسية في تعلمه .